برنامج القرآن الكريم
أولاً :الحفظ أم الفهم أم كلاهما معاً ؟
هذا السؤال يتكرر دائماً .. أيها أهم الحفظ أم الفهم ؟ هل أستغل وقت طفلي في جعله يحفظ كمية أكبر من القرآن .. أم في شرح الآيات له رغم أن ذلك يبطئ من حفظه ؟
فترة الطفولة فرصة لا تعوض لحفظ كتاب الله عز و جل بشكل متقن لا ينسى .. يستحيل أن نرى إنساناً كبيراً بالغاً لديه نفس القدرة على الحفظ الموجودة عند الطفل .. ولذلك قيل العلم في الصغر كالنقش على الحجر ..
الطفل لديه الفراغ من الوقت و الذهن ما يساعد كثيراً و ينبغي أن نستغل ذلك قبل أن يكبر و تكثر مشاغله ..
من المعروف أن كثرة الذنوب و المعاصي تؤدي لصعوبة حفظ القرآن الكريم ..
كما يقول الشافعي :
شكوتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي, فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي.
وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ, ونورُ الله لا يهدى لعاصي ..
الطفل صفحة بيضاء لا ذنوب مكتوبة له وليس هناك ما يعيق حفظه لكتاب الله
وتلاوته فهو أمر لا أتنازل عنه ..الطفل إذا لمس منك الالتزام و الجدية في ذلك بحيث أصبح عادة و قانون أسرة فلن تواجه مشكلة ان شاء الله فقط عامل الأمر كما الصلاة .. تذكير ونصح دائم و اجتماع على الحفظ والمدارسة دون عصبية أو إكراه .. بل اتفاق فيمكنك أن تقول له تحب أن تحفظ الآن أم بعد أن تلعب نصف ساعة مثلاً ..
يحتاج طفلك أيضاً قدوة يراها أمامه عندما تواظبين على وردك وتشعره بأهميته وتطلبين منه أن يسمع لك ما تحفظين
تكرار مقدار الحفظ عند الصلاة الجهرية مع الطفل جماعة .. هذه من أجمل الطرق لأنه سيرسخ في ذاكرة طفلك بصوتك و لن ينساه أبداً
خارج أوقات الحفظ يكون القرآن الكريم مثل فاكهة في مجلسنا .. استمتع بحلاوة مذاقها دون ضغط الحفظ وعبئه .. فكرة نفكر في آية أو نستشهد بها في موقف معين .. ومرة نتلو قسماً جديداً لا يعرفه الأطفال أبداً و كأننا نكتشفه … و مرة نفتح المصحف بشكل عشوائي لنختار آية تكون رسالة لنا في يومنا ونطبقها … وهكذا نشعر الطفل أهمية هذا الكتاب الذي هو منهج حياة
وفي الأساس يكون الدعاء ملجأنا بأن يشرح الله صدر الطفل لتلاوة كتابه و حفظه .
فهم القرآن الكريم هو مشروع عمر .. ألف فيه المؤلفون عبر الزمان .. ويستحيل أن نلم به و لو عشنا أعماراً لا عمراً واحداً فلم أعطل عملية الحفظ المقيدة بفترة زمنية صغيرة لأجل عملية الفهم التي تصاحب الطفل العمر كله
حفظ القرآن الكريم عبادة لها فضل عظيم وأثر كبير على صاحبها في الدنيا والآخرة ، ولذلك يجب على المسلم أن يبتغي بحفظه للقرآن تحصيل ذلك الفضل يبتغي به مرضاة الله تعالى ، ومن أهم المزايا التي اختص بها حامل القرآن في صدره
إنه الأولى بالتقديم في الصلاة للإمام
يكون شافعا للموتى و يرفع الحق سبحانه وتعالى من شأنه حفظة كتابة الكريم
ينال حافظ القرآن منزلة رفيعة في الأخرة
من فوائد حفظ القرآن
إن كل من يحفظ شيئاً من كتاب الله ويداوم على الاستماع إلى القرآن يشعر بتغيير كبير في حياته، وأقول: إن حفظ القرآن يؤثر على الصحة الجسدية أيضاً، حيث ثبت لدي من خلال التجربة والمشاهدة أن حفظ القرآن يرفع النظام المناعي لدى الإنسان ويساعده على الوقاية من الأمراض.
ويمكن أن أعدد لكم بعض فوائد حفظ القرآن، كما رأيتها وعشتها أنا وغيري ممن حفظوا كتاب الله تعالى:
- صفاء الذهن.
2– قوة الذاكرة.
- الطمأنينة والاستقرار النفسي.
- الفرح والسعادة الغامرة التي لا توصف.
- التخلص من الخوف والحزن والقلق…
- قوة اللغة العربية والمنطق والتمكن من الخطابة.
- القدرة على بناء علاقات اجتماعية أفضل وكسب ثقة الناس.
- التخلص من الأمراض المزمنة التي يعاني منها الإنسان.
- تطوير المدارك والقدرة على الاستيعاب والفهم.
- الإحساس بالقوة والهدوء النفسي والثبات.
طرق تحفيظ القرآن الكريم
يمكن تحفيظ القرآن الكريم للأطفال بالعديد من الطرق التي يمكن اتّباعها، وفيما يأتي بيان بعضها
طريقة العَرض للأطفال الذين يقرؤون ويكتبون
يمكن اتِّباع طريقة العرض في تحفيظ القرآن الكريم للأطفال الذين يُتقنون الكتابة والقراءة؛ إذ يُحدّد المُعلِّم المقدار الذي يمكن للطفل حِفظه في الجلسة الواحدة، وينبغي عند تحديد المقدار مراعاة قدرة الطفل على الحفظ، ووقت المُخصّص الحفظ، ومدى هِمّته ونشاطه، ومستوى صعوبة الآيات، ثمّ يقرأ الطفل المقدار المُراد حِفظه من المصحف على المُعلِّم؛ ليُصوّب أخطاءه، ويُقوِّم أداءه، وقد يقرأ المُعلِّم الآيات أمام الطفل، ويأمره بالترديد خلفه، والمُتابعة من المصحف.
طريقة التلقين للأطفال الذين لا يقرؤون ولا يكتبون
يُعرَّف التلقين بأنّه: سرعة التفهيم، يُقال: لقَّن فلاناً؛ أي فهَّمه كلاماً لم يكن يفهمُه من قَبل، وممّا يدلّ على أهميّة طريقة التلقين في تعليم القرآن الكريم أنّ جبريل -عليه السلام- لقَّنَ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أوّل خمس آياتٍ من سورة العلق، وعلى الرغم من طول الوقت المُستغرَق في التحفيظ بالتلقين، إلّا أنّ هذه الطريقة من أفضل الطُّرق للتحفيظ؛ لأنّ الذي يُلقِّن لا يُخطئ.
تقسيم الآيات إلى مقاطع
يتمّ في هذه الطريقة تقسيم الآيات إلى مقاطع بحسب مواضيع الآيات، أو الحرف الذي تُفتتَح به، ممّا يُسهّل الحِفظ على الطفل. طريقة الحوافز والمسابقات يتمّ في هذه الطريقة تشجيع الأطفال على حِفظ القرآن الكريم؛ من خلال تنظيم المسابقات، وإعداد الجوائز للأكثر والأفضل حِفظاً، ممّا يُحفّز الأطفال للاجتهاد في حِفظ القرآن الكريم. تقسيم الآيات إلى أسطر يتمّ في هذه الطريقة حِفظ الآيات سطراً سطراً؛ إذ يُحضر الطفل ورقةً فارغةً ومصحفاً، ثمّ يُغطّي الصفحة المُراد حِفظها باستثناء السَّطر الأوّل؛ ليحفظَه، ثمّ ينتقل إلى السطر الثاني، فيحفظه، ويربطه بالأوّل، وهكذا إلى أن يتمّ الحِفظ.
طريقة الحوافز والمسابقات
يتمّ في هذه الطريقة تشجيع الأطفال على حِفظ القرآن الكريم؛ من خلال تنظيم المسابقات، وإعداد الجوائز للأكثر والأفضل حِفظاً، ممّا يُحفّز الأطفال للاجتهاد في حِفظ القرآن الكريم.
تقسيم الآيات إلى أسطر
يتمّ في هذه الطريقة حِفظ الآيات سطراً سطراً؛ إذ يُحضر الطفل ورقةً فارغةً ومصحفاً، ثمّ يُغطّي الصفحة المُراد حِفظها باستثناء السَّطر الأوّل؛ ليحفظَه، ثمّ ينتقل إلى السطر الثاني، فيحفظه، ويربطه بالأوّل، وهكذا إلى أن يتمّ الحِفظ.
التدرُّج بالحِفظ من قِصَار السُّور
من حِكمة الله -تعالى- أن جُعِلت في القرآن الكريم سُوَر قصيرة؛ ليسهل على الأطفال البَدء بحِفظها، ثمّ التدرُّج بالحِفظ إلى أن يصلوا إلى السُّور الطويلة
قراءة قَصَص القرآن الكريم
فمن أكثر الأمور التي يُحبّها الأطفال سماع القَصَص؛ ولذلك يُمكن قراءة بعض قَصَص القرآن الكريم بشكلٍ مُبسَّطٍ، ثمّ قراءة الآيات التي تذكر القصّة في ختامها، فيتعلّق الطفل بالقرآن الكريم.
الاختلاط بأهل العِلم
إذ إنّ رَبط الطفل بأهل العلم يُشجّعه على السؤال، والمناقشة، والتعلُّم، ممّا يزيد من حُبّه كتاب الله -تعالى-. أهمية وفوائد حفظ القرآن الكريم لحفظ القرآن الكريم أهميةٌ كبيرةٌ وفوائد عديدةٌ، وفيما يأتي ذكر بعضها:[٤] التأسّي برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، واتّباع سنّته. حفظ القرآن الكريم شعارٌ للأمّة الإسلامية وخاصيّةٌ لها. يُعدّ مشروعاً ناجحاً لا فشل فيه، فمهما حفظ المسلم منه يبقى مستفيداً من ذلك ومنتفعاً به. سببٌ في استحقاق الإنسان التكريم والإجلال. حفظ القرآن الكريم وتعلّمه خيرٌ للمسلم من الدنيا وما فيها. رفعةٌ للمسلم في الدنيا والآخرة، وحفظٌ له من النار. سببٌ مرافقة السفرة الكرام البررة. حفظ القرآن الكريم مُعينٌ على الإكثار من تلاوته؛ ممّا يزيد من الحسنات.